الأحد، 24 مارس 2019

هو وصدرها في المترو... قصة من واقع الحياة

كان احمد شابا جامعيا في الصف الثاني بكلية التربية جامعة القاهرة... وكان يذهب إلى الجامعة يوميا ويعود عن طريق المترو.. وفي المترو توجد عربات مخصصة للسيدات والباقي لعامة الناس... كانت عربات السيدات محظورة على الرجال والشباب، ولكنها لم تكن تكفي السيدات أو الشابات وقت الذروة التي هي وقت الصباح وبعد الظهيرة...
وكان احمد يعاني من زحام المترو ولكنه كان ملتزم للغاية في كل تصرفاته وسلوكياته... وفي عربات الرجال في المترو أو العربات التي لم تخصص للسيدات كان يركب الكثير من فتيات الجامعة نظرا للزحام الشديد... كانت الفتاة التي تركب عربات الرجال في المترو عادة ما تكون مضطرة أو مع اصدقائها او مع احد ذويها لهدف الإطمئنان والحماية...
كان احمد شابا ممشوق القوام طويل إلى حد ما وكان وسيم الملامح، وكان شابا ملتزما إلى حد كبير فهو من عائلة طيبة... وفي يوم لم ولن ينساه ابدا... وصل إلى محطة المترو ... وكان الزحام شديدا، ولكن لكونه شابا وقويا استطاع ان يركب المترو ولكنه ظل واقفا في الممر لعدم وجود مقاعد فارغة...
تنفس الصعدا في وقفته، وهو ممسك بالقائم الحديدي الذي يملا طرقات عربات المترو كنوع من الهيكل الحديدي لجسم عربات المترو، وتحرك المترو ليبدأ رحلة الوقوف على المحطات التالية، وهو في انتظار الوصول إلى محطة مترو عين شمس...
وفي المحطة التالي توقف المترو لتمتلئ العربات باعداد جديدة من الناس اكثر بكثير من الذين يغادرون... ومن بين من صعدوا ركبت فتاة لم يلتفت لها احمد ولكنه احس بها بعد ان تحرك المترو حين بدأ جسمها يلامس جسمه من شدة الزحام...
لم تمضي دقيقة على حركة المترو وبدأت الاجسام تهتز بفعل الحركة والسير وبدأت الاجسام تتلاحم بطريقة لا ارادية ويصعب التحكم فيها...
وهنا بدأ احمد يشعر بذراعه وهو يتلامس مع صدرها.... كانت اللمسات عبارة عن موجات كهربائية جعلت كل ذرة في كيانه تضطرب وترتعش... وعلى الفور حاول ان يهرب او يتفادى تلك اللمسات حتى لا تفهم الفتاة شيء خطأ أو يقع في المحظور... ابتعد بقدر المستطاع ليكون بين جسمه وبين جسمها فراغ وهم واقفون في المترو... ولكن هيهات مع الزحام الشديد ...
وبدأ بنوع من استعادة التوازن يقف في مكانه محاولا البقاء طبيعيا... ولكنه هاله اقتراب صدرها منه مرة اخرى ليشعر بنوع من السخونة والليونة تلامس ذراعه عجز عن ان يقاومها، واعلن الاستسلام... ومع توقف المحطة التالية وفرملة عجلات المترو وجد زراعه يغوص بالكامل في صدرها ليأخذ جرعة من الكهرباء والسحر تجعله كمن تناول المخدرات...
نظر اليها ليعتذر ويؤكد انه لا ذنب له، وما ان تلاقت عينيه بعينيها حتى وجد عيون ساحرة وابتسامه بسيطة ولكنها تعلن الرضا والقبول... تشجع وتسمر في مكانه ليضيف الى اعمدة المترو عمودا جديدا هو جسمه ... ليجد الفتاة هي من تحاول ان تستند عليه ويصبح ذراعه بالكامل كما لو كان مدفونا في صدرها من ناحية ... ومن ناحية اخرى يجد يدها تقترب من وسطه لتلامس اجزاء لم يخطر بباله اطلاقا ان يوما ما سوف تلمسها فتاة في المترو... صار مجنونا مصعوقا وهو يحفظ تلك الملامح والليونة الموجودة في صدرها ... وصار كالبركان الذي يغلي من لمسات صدرها في المترو... ولكن سرعان ما انتهى المشهد حين توقف المترو لتنزل الفتاة بعد ان ضغطت بكل صدرها على ذراعه كما لو كانت ضغطة الوداع... وبعد ان هبطت من المترو ... كانت عيناه لا تفارقها ... وهي في الاخير نظرت اليه وكأنها تقول له وداعا وشكرا على الكثير من الإثارة في محطات المترو... ذهبت والأحاسيس في قلب وعقل احمد من تأثير صدرها في المترو جعلت منه شخص جديد ينتظر المفاجآت في المترو والتي تحققت بالفعل في مرات اخرى... سوف يكتبها لكم...